وأصبح للتكنولوجيا دين اسمه «KOPIMISM» !!!



زينة برجاوي


قد يعتقد البعض أنها مزحة العام 2002. إلا أن الموضوع جدي، فالعالم يشهد أول اعتراف رسمي بـ «دين تكنولوجي» جديد في السويد هو «KOPIMISM». ولا نعلم إذا كانت هذه الديانة ستنحصر داخل السويد، أم ستمتدّ الى دول أخرى قد ترحّب بهذه الفكرة.
تكتفي صفحة الديانة الخاصة على موقع «فايسبوك» بالترويج لها، وتقديم صورة شاملة عنها، خصوصاً بعد تحقيقها انتصاراً في السويد التي اعترفت بكنيستها رسمياً. واستمدت الديانة الجديدة اسمها من «Cope Me» أو «انسخني»، ودعا إليها زعيمها الروحي السويدي إيزاك جيرسون، وهو طالب فلسفة في جامعة «استوكهولم». وكان جيرسون قد خاض معركة لسنوات مع الحكومة السويدية حتى اعترفت الأخيرة بديانته، وها هو اليوم ينجح في تأسيس كنيسة لنشر «الكوبيمزم»، التي تتمتع بفضائلها ومقدساتها الخاصة، كما لأتباعها الحق بالتبشير.
والعبادة بالنسبة لهذه الديانة هي نسخ المعلومات وإرسالها للآخرين، «بحسب تعبير كنيستها المحتوية حتى الآن على رمزين مقدسين، وهما CTRL+C و CTRL+V المؤديان في الكومبيوتر الى تنفيذ عمليتي قطع النص ثم نسخه لإرساله في ما بعد.
وكان جيرسون والنسخيون التابعون له، قد رفعوا دعوى ضد الحكومة السويدية عندما رفضت الاعتراف بهم في البداية، متذرعة بأن «النسخيين بلا معابد ولا نشاط تبشيري ولا فرائض وطقوس، ولا تنطبق على ما يدعون إليه صفة (دين)، ما أدى إلى خسارتهم الدعوى». واختار» النسخيون» حينها جيرسون زعيماً روحياً، وقاموا بإعداد طقوس وفرائض حتى استأنفوا الحكم ونالوا اعترافا بديانتهم الجديدة.
اليوم، تستقطب الصفحة الرسمية أكثر من ألفي زائر وهم مؤيدون للفكرة، وتنشر أن «عدد أتباعها قد تخطى الثلاثة آلاف» في السويد فقط . وتشرح الصفحة على «فايسبوك» أن أهم فرائض الديانة «النسخية» أنه «على الإنسان نسخ أي ملف معلوماتي، من الكومبيوتر أو غيره، وإرساله لمن يريد من ضمن حق مقدس وفق ما تدعو إليه «كنيسة النسخيين». فأسرع بعض المؤيدين من دول أستراليا والمكسيك ودول أوروبية أخرى الى دعوة حكوماتهم للاعتراف بهذه الديانة. في حين رأى البعض أن «الكوبيمزم» هي «ديانتهم الأولى والوحيدة»، و«هي ديانة ملحدة وجميلة». والأهم من ذلك أن «النسخيين» يشنون حملة ضد قانوني SOPA و PIPA، لوقف القرصنة على الانترنت وقانون حماية الملكية الفكرية، التي تحد من قدرتهم على تبادل المعلومات».
وبالنسبة الى «النسخيين» أيضاً، تأتي فكرة تحويل حرية تبادل المعلومات والملفات إلى ديانة رسمية، كمحاولة للاستفادة من الحماية التي يُوفّرها الدستور السويدي لأصحاب الديانات والمعتقدات المختلفة، حيث يمكن الآن لمعتنقي الديانة أن ينعموا بقدر من الحصانة القضائية التي قد تمنع استجوابهم في قضايا متعلّقة بالتبادل غير القانوني للملفات، نظرا لأنها ضمن معتقداتهم الدينية. وهو ما اعترف به «جيرسون» مؤسس الديانة الذي يأمل أن يُساهم الانضمام الى كنيسته في إيقاف محاكمة أو سجن كل مَن يقوم بتبادل الملفات بصورة غير قانونية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فضلآ اترك تعليقك على الموضوع ولاتذهب بدون بصمه لك هنا .

دد =